اقبال الناس بقبول وجهة نظرنا لايعتمد اطلاقا على اللباقة والقدرة على الحديث
كما يظن الكثيرون .. ولاكن يعتمد فــــي المقام الأول على قدرتك في أن تجعل
الناس ينظرو ن الى الأشياء بالطريقة التي تنظر أنت بها اليها .. وليس العكس علـى
الاطلاق .
والطريقة الطبيعية التي يمارسها معظم الناس للجوء الى اقناع الآخرين
بأرائهم وأفكارهم هـــي النقاش والجدال ومحاولة الحط من قيمة معارضيهم !!
والنتيجة تكون غير طيبه على الاطلاق سواء اقتنعو أو لم يقتنعو ، ومن الأخطاء
التـي يرتكبها الكثيرون الى أنهم ينظرون الى من يخالف أفكارهم وأراءهم
على أنه المعارض الذي يجب التغلب عليه بطريقه أو بأخرى ولاكن الحقيقه غير ذلك ،
فان كل مايجب أن نبتغيه ونحصل عليه هــو اقناع معارضينا ودفعهم الــى أن يفيرو
أراءهم أو أفكارهم وليس هزيمتهم أو تحطيمهم نفسيا علــى الاطلاق .
فنحن نريد أن نكسبهم لصفنا لاوضعهم ضدنا ، ولاأعلم حقيقة
لماذا يأخذ الكثيرون مسألة معارضة الناس لأفكارهم بمثابة تهديد وصفعة
موجهة للذات .. وعليه يقــومون بالرد بطريقتــهم التي يمتلكها الانفعال والروح
العدائيه في بعض الأحيان .. ؟
أعتقد أن هؤلاء لايعرفون حقيقة الطبيعة الانسانية لذلك يتعاملون ضدها وليس معها ..
وتكون النتيجه لاشئ .. لن يستطيع هؤلاء الناس بهذا الاسلوب الفوز ابدا بحب
الناس ولا بثقتهم على الاطلاق ، والطريقه الوحيده باقناع الناس بأفكارنا هـــي
أن ندفعهم لتغير ارائــهم المارضه لنا .. هذا هو كل مافـــي الامر ..
دون تهوين أو تهديد ، وقد وجــــد علماء النفس يحمل المعارضين لأفكــارك على
الموافقة عليها هـــو استخدام اسلوب ( الضغط المنخفظ ) الذي يقدم الحقائق بهدوء
متخليا عن اللجوء الى التهديد او التسفيه أو الارغام .
وأثبتت الدراسات العلميه أن الأفكار والأراء التي يتم عرضها بهدوء شديد مدعمة
بالبراهين والاثباتات تلقى اقتناعا هائلا بعكس شتى الاساليب الآخرى التـــــي
قد يوافق البعض عليها مرغما أو غير مقتنع .. حتـــى الأراء السياسية قابلة للتغير
والاقتناع بغيرها ان تم ذلك بهدوء وود وجو يسوده الحــب والنفسيه الهادئه
وأن يكــون ذلك مدعما بالبراهين والاثباتات أيضا ، أما اللجوء الـــــى الانفعال
والشعارات الرنانة الصـارخة لاقناع الأخرين ، فهذا الاسلوب كما قالو عفى عليه
الزمن وجار ..
والفاشل الـوحيد الذي ليس لديه قدرة على اقناع النـاس بأرائه وأفكـــاره هو المجادل
المحترف الذي يعقد الميه على قهر الذين يعارضونه في الرأى والقيام بالتعريض
بالرأى المعارض .. وثق أن الخطأ الكبير الذي يمكـن أن يرتكبه أي منا دون أن يلاحظ
ذلك وهــو يحــاول اقناع الآخرين بأرائه هو الهجــوم علـى الذات الخاصة بالطرف الآخر .
وهو مايعني النيل من الاعتزاز بذاته . وهو الأمر الذي يجعلنا نتعلم دائما في كل
تصرف أن نراعي العمل مع الطبيعة الانسانيه وليس ضدها .
قل لآحد معارضيك فــي الفكر بأن أفكــاره غير صحيحة ستجده يدافع عنها أكثر وأكثر ،
وأسخر من أفكار معارضيك ستجدهــم يدافعون عنها لحفظ ماء الوجه لاأكثر ،
استخدم نفوذك وسطـــوتك لاقناع الاخرين بفكـــرك ستجدهــم يغلقون
عقولهم في وجه أفكارك حتى لو كانت تتمتع بقدر كبير من الوجاهة والدقة ..
لقد تعودنا على أن نحصن أنفسنا ضد أي فكرة تأتي عنوة من غير اقناع ،
والاقتناع في أبسط معانيه هـو الـــــوصول الـــى الشـــعور الباطني للشخص
الآخر ومخاطبته بتلك الأفكـار .. كي يقوم العقل الباطن بتمريرها والقبول بـهـا ،
عندهـا يكون الاقناع قد تم
منقول للفائدة
تحيتي
ملكـ الـإزعاج
:bt: