أَتَلْمِزُ الْمُصْطَفَى
بَابَا الْفَتِيْكَانِ منك الزُّوْرُ يَنْحَـدِرُ ** وَمِنْ لَهَاتِكَ سَالَ الغِلُّ وَالْبَطَـرُ
وَأَنْتَ غُـوْلٌ تَبَـدَّى فِيْ قَبَاحَتِـةِ ** وَأَيُّ عَقْلٍ لِجِسْمٍ رُوْحُـهُ عَكِـرُ
دَهَـاكَ جَهْلُكَ يَازِنْدِيْـقُ فَانْبَعَثَتْ ** رَوَائِـحُ الْكُـرْهِ لِلإِسْلاَمِ تَنْتَشِرُ
أَفْلَسْتَ عَقْلاً فَصَارَ الْخِزْيُ قَائِدَكُمْ ** وَمِنْ نَعِـيْـقِكَ بَانَ الْخُبْرُ وَالْخَبَرُ
رَسُوْلُنَا الْمُجْـتَبَى لِلْخَيْرِ أَرْشَدَنَا ** طَوْبَى لأَحْـمَدَ وَجْهٌ مُشْرِقٌ نَضِرُ
هُـوَ الرَّءُوفُ بَأَمْـرِ اللهِ مُؤْتَـمِرٌ ** وَمِنْ خَصَـائِصِهِ بِالرُّعْبِ مُنْتَصِرُ
هُـوَ الرَّحِيْمُ اصْطَفَاهُ اللهُ مِنْ نُطَفٍ ** مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ فَاخْسَأْ أَيُّهَا الْبَطِرُ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** وَأَنْتَ بَـابَا لَكَ الْوَيْلاتُ والضَّجَرُ
دَعَـا إِلَى اللهِ بِالإِحْسَانِ مُتَّصِـفٌ ** يَفِيْضُ بِالْحُبِّ فِيْ طَيَّـاتِهِ الظَّـفَرُ
فَلَيْسَ فِي الدِّيْنِ إِكْـرَاهٌ فَكَمْ تُلِيَتْ ** عَلَيْكَ آيٌ وَفِيْهَا النَّـصُّ مُزْدَهِـرُ
وَأَنْتَ أَعْمَـى فَلا نُوْرٌ وَلا نَظَـرٌ ** وَكَيْفَ يُـبْصِـرُ مَنْ تَرْنِيْمُهُ وَزَرُ
وَكَمْ عَفَا الْمُصْطَفَى فِيْ وَسْطِ مَعْرَكَةٍ ** عَنْ مَارِقِيْنَ وَقَدْ عَاثُوا وَقَدْ مَكَرُوا
فَقَالَ ذُوْ رَحْمَةٍ يَا قَـوْمُ فَانْطَلِقُـوا ** وَلَمْ يُصِبْهُمْ أَذًى أَوْ مَسَّهُمْ كَـدَرُ
وَانْظُـرْ لِقَوْمِكَ وَالتَّدْمِيْرُ مَنْهَجُهُمْ ** وَالْقَهْرُ وَالظُّلْمُ وَالإِذَلالُ وَالضَّرَرُ
تَدُكُّ قَـوَّتُكُمْ شَعْـبًا وَتَسْحَـقُـهُ ** وَتَـتْرُكُ النَّارَ كَالْبُرْكَانِ تَسْتَعِـرُ
فَلا الصَّغِيْرُ نَجَـا مِنْ شَرِّ سَطْوَتِكُمْ ** وَلا الْكَبِيْرُ وَلا الأَحْجَارُ وَالشَّجَرُ
أَتَلْمِزُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارَ مَنْ كَمُلَتْ ** فِيْهِ الْمَحَاسِنُ ذَاكَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
فَـدِيْنُ أَحْـمَـدَ نُـوْرُ اللهِ مُنْتَشِرٌ ** بَيْنَ الْخَـلائِقِ لا كِبْرٌ وَلا بَطَـرُ
وَلَمْ يُقَـاتِلْ سِوَى شَخْصٍ يُقَاتِلُـهُ ** وَمَا اعْتَدَى قَطُّ أَوْ زَاغَتْ لَهُ بَصَرُ
تَقُوْلُ تَعْلِيْـمُـهُ شَـرٌّ وَدَعْـوَتُـهُ ** مَنْزُوْعَـةُ الْعَقْلِ فَاسْمَعْ أَيُّهَا الأَشِرُ
مُـحَمَّـدُ الْمُجْـتَبَى رُوْحٌ مُطَـهَّرَةٌ ** مُكَلَّلٌ بِالتُّقَى أَنْفَـاسُهُ الْعَطِـرُ
أَتَى بِنُوْرِ الْهُـدَى وَالْعَـدْلُ مَنْهَجُـهُ ** وَأَنْتَ مِنْ مَنْهَجِ التَّضْلِيْلِ تَنْحَدِرُ
فَالْعَقْـلُ فِيْ دِيْنِنَا شَـرْطٌ نَدِيْنُ بِـهِِ ** فَدَعْ خِدَاعَ الْوَرَى فَالزُّوْرُ مُنْدَحِرُ
مَـاكَـلَّفَ اللهُ مَجْنُـوْنًا بِتَكْلِـفَـةٍ ** وَلا صَغِـيْرًا بَدَا فِيْ عَقْلِهِ قِصَـرُ
وَانْظُـرْ عَقِيْدَتَكَ الْعَمْيَاءَ كَيْفَ بَدَتْ ** أُضْحُـوْكَةً لِلْوَرَى آيَاتُهَا الضَّجَرُ
فَبَعْـدَ تَحْرِيْفِكُمْ لِلآيِ مِـنْ بَطَـرٍ ** أَضْحَتْ كَأُلْعُوْبَةٍ تَلْهُوْ بِهَا الْفِكَرُ
إِلَهُكُمْ أَيُّهَـا الْبَابَا كَمَـا زَعَـمَـتْ ** أَسْفَارُكُمْ وَوَعَاهَا الْجِنُّ والْبَشَرُ
أَطَـاحَ بِابْنٍ لَـهُ كَيْمَـا يُخَلِّصَكُـمْ ** مِنَ الذُّنُوْبِ فَأَيْنَ الْعَقْـلُ وَالنَّظَرُ
أَبٌ إِلَهٌ فَلَـمْ يَـسْطِـعْ يُخَلِّصُكُـمْ ** إِلا بِقَتْـلِ ابْنِهِ وَالـرَّبُّ مُقْتَـدِرُ
أَيُعْجِزُ الرَّبَّ عَفْـوٌ دُوْنَ سَفْـكِ دَمٍ ** وَكَيْفَ يُعْبَدُ مَنْ فِيْ سَطْوِهِ خَـوَرُ
وَقُلْـتَ رَبِّـيْ إِلَهُ الْخَلْـقِ مُقْتَـدِرٌ ** ثَلاثَةٌ وَاحِـدٌ هَـذَا هُـوَ الْغَـرَرُ
جَمَعْتَ فَـرْدًا وَصَارَ الْجَمْـعُ مُنْفَرِدًا ** فَالْعَقْلُ يَرْفُضُهُ وَالسَّمْعُ مُنْكَسِـرُ
وَالْجَمْـعُ مُمْتَنِعٌ وَالطَّـرْحُ مُنْهَـزِمٌ ** فَاضْرِبْ أَوِاقْسِمْ فَلَمْ يَصْدُقْ لَكُمْ أَثَرُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَارْجِعْ عَنْ ضَلالَتِكُـمْ ** فَدِيْنُنَا الْحَـقُّ أَمَّـا دِيْنُكُمْ هَـذَرُ
مُحَـمَّـدٌ سَيِّـدٌ
قِفْ عَلَى الرَّبْعِ وَانْظُرْ رَبْوَةَ الْحَرَمِ ** وَاسْكُبْ دُمُوْعَكَ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ أَلَمِ
وَنَادِ يَا رَوْعَـةَ الآثَارِ هَـلْ بَقِيَتْ ** عَلَيْكِ حُلَّةُ أَهْـلِ الْفَضْلِ وَالْكَـرَمِ
وَهَلْ يُذَكِّرُكِ التَّأْرِيْخُ شَمْسَ هُدًى ** طـهَ الْمُشَفَّعَ مَاحِيْ الظُّلْمِ وَالظُّلَمِ
فَـإِنَّ مَبْعَثَـهُ نُـوْرٌ وَمَنْـهَجَـهُ ** سِرُّ الصَّـلاحِ وَدَرْبُ الْعِزِّ وَالشَّمَمِ
وَطَائِرُ السَّعْـدِ فِيْ أَغْصَانِهِ غَـرِدٌ ** وَالْكَـوْنُ فِيْ نَشْوَةٍ مِنْ لَذَّةِ النِّعَمِ
مُحَـمَّـدٌ سَيِّـدٌ بَـرٌّ مَنَـاقِبُـهُ ** لَمْ يُحْصِهَا الْعَدُّ بَلْ لَمْ تَنْحَصِرْ بِفَمِ
هُـوَ الرَّءُوْفُ لَـهُ رُوْحٌ مُكَلَّلَـةٌ ** بِتَاجِ عِـزٍّ رَفِيْعُ الْقَـدْرِ وَالشِّيَمِ
فَهَلْ لأَحْمَـدَ فِي الأَقْوَامِ مِنْ شَبَهٍ ** فَوَصْفُهُ شَامِـخٌ كَالْمُفْـرَدِ الْعَلَمِ
لَمْ يَنْطِـقِ السُّوْءَ فَـالرَّحْمَنُ أَدَّبَهُ ** وَصَانَهُ مِنْ دَنِيءِ الْقَـوْلِ وَاللَّمَمِ
فلَمْ تَجِدْ أَحْمَـدَ الْمُخْتَارَ مُنْتَقِمًا ** وَمَا اعْتَدَى قَطُّ فِيْ حِلٍّ وَلا حَرَمِ
وَصَحْبُهُ أَنْجُمٌ زُهْرٌ وَدَرْبُ هُـدًى ** تُضِيْئُ أَفْعَـالُهُمْ تَرْقَى إِلَى الْقِمَمِ
تَدَرَّعُـوا بِسِلاحِ الدِّيْنِ فَانْتَصَـرُوا ** للهِ مِنْ سَادَةٍ فِي الْعَـدْلِ وَالْقِيَمِ
وَالْيَوْمَ تَحْقِرُهُ الأَوْبَاشُ فِيْ صُحُفٍ ** وَفِي الإِذَاعَـةِ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
لَوْلا تَفَـرُّقُنَا وَالْخُـلْفُ مُسْتَعِـرٌ ** مَا سَاءَ ذُوْ فِـرْيَةٍ أَوْ فَاهَ بِالْكَلِمِ
فَاسْتَيْقِظُـوا أُمَّتِيْ مِنْ شَرِّ هَاوِيَـةٍ ** فَمَا التَّفَـرُّقُ إِلاَّ بُـؤْرَةُ النَّـدَمِ
وَمَـا التَّفَـرُّقُ إِلاَّ كَسْرُ بَيْضَتِـنَا ** وَنَسْفُ أَخْلاقِنَا مِنْ بَعْدِ سَفْكِ دَمِ
تَمَسَّكُوْا بِعُـرَى الإِسْلامِ وَاعْتَصِمُوا ** بِاللهِ وَاحْتَكِمُـوا يَا أَشْرَفَ الأُمَمِ
أتهزأ يا غدر بالمصطفى
أَيَا زُمْـرَةَ الْكُفْـرِ جِيْلَ التُّخَمْ ** وَرَمْزَ السَّفَاهَةِ رَمْـزَ النِّقَـمْ
أَلَمْ تَهْجَعُـوا مِنْ عَدَاءِ الرَّسُوْلِ ** وَسُـوْءِ التَّعَامُلِ مُنْذُ الْقِـدَمْ
أَمَـاآنَ لِلظُّـلْـمِ أَنْ يَنْتَهِـيْ ** أَمَـا آنَ لِلشَّـرِّ أَنْ يُخْتَـرَمْ
سَخِرْتُمْ بِشَخْصِ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ** وَأَضْرَمْتُـمُ النَّارَ بَيْنَ الأُمَـمْ
أَتَهْزَأُ يَا غُـدْرُ بِـالْمُصْطَفَـى ** إِمَــامُ النَّبِيِّيْنَ طَـوْدٌ أَشَـمْ
رَسُوْلٌ عَلَـى خُلُـقٍ نَـيِّـر ** وَدِيْنٍ قَـوِيْـمٍ وَرَمْزِ الْهِمَـمْ
أَنَرْوِيْـجُ أَسَّسْتِ مَـوْقُوْتَـةً ** بَنَيْتِ مِـنَ الْجَهْلِ أَعْتَى لَغَـمْ
وَكُنْتِ عَنِ الشَّرِّ فِـيْ مَعْـزِلٍ ** لَبِسْتِ مِـنَ السُّخْرِ ثَوْبَ التُّهَمْ
وَالدَّانَـمَرْكِـيُّ شَيْنُ الْـوَرَى ** تَعَـدَّى الْحُـدُوْدَ بِرَسْمِ الْقَلَمْ
أَسَاءَ إِلَـى الْمُصْطَفَـى مُعْلِنًا ** رِضَـاهُ وَأَوْغَـلَ فِيْنَـا الأَلَمْ
وَسَــدَّدَ سَهْـمًـا إِلَى أُمَّةٍ ** تَحَلَّتْ بِنُـوْرِ الْهُـدَى وَالْقِيَمْ
ومَـوْجُ الْعُتَـاةِ أَتَى مُعْلِنًـا ** بِنَقْض الْعُهُـوْدِ وَنَكْثِ الْقَسَمْ
أَيَا أُمَّةَ الدِّيْـنِ مَـاذَا الْـوَنَى ** وَذُلُّ التَّـوَانِيْ بِنَـا قَـدْ أَلَمّْ
شَبَابٌ تَـرَبَّى عَلَـى غَفْلَـةٍ ** وَرَقْصٍ وَلَهْـوٍ وَتَرْكِ الْقِيَـمْ
تَرَبَّى عَلَـى نَغْمَةِ الْفَاتِنَـاتِ ** فَأَيْـنَ الإِبَـاءُ وَأَيْـنَ الشِّيَمْ
أَيَسْخَرُ مِنْ شَرْعِـنَا زُمْـرَةٌ ** قَـدِ اغْتَالَهَا سُوْءُ فِكْـرٍ أَصَمْ
وَأَنْتُمْ عَلَـى مَوْج بَحْرِ الْهَوَى ** فَأَيْنَ الْعُـهُـوْدُ وَأَيْنَ الذِّمَـمْ
فَتُوْبُوا فَفِي الدِّيْنِ عِـزٌّ لَكُـمْ ** وَنَصْـرٌ وَفَخْـرٌ وَفَضْلٌ وَكَمْ
أَيَـا أُمَّـةَ الدِّيْـنِ مَاذَا أَرَى ** دَيَاجِـيْرَ ظُلْـمٍ وَلَيْلاً أَطَـمّْ
أَرَى مَـوْجَةَ الشَّرِّ قَدْ آذَنَتْ ** بِحَـرْبٍ عَـلَى دِيْنِنَا الْمُحْتَرَمْ
أَرَى مَوْجَةَ الظُّلْمِ قَدْ خَيَّمَتْ ** عَلَى حَافَةِ الدِّيْنِ دِيْـنِ الْقِيَـمْ
وَنَحْنُ عَلَى جُرُفِ الْهَاوِيَاتِ ** نُغَـازِلُ بُرْكَـانَ هَـمٍّ وَغَـمّْ
أَمَا آنَ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْـجَـلِيْ ** وَمَا آنَ لِلْبَـدْرِ يَبْـدُوْ أَتَـمّْ
أَفِيْقُوا فَـإِنَّ الْعَـدُوَّ اعْتَدَى ** عَلَى سَيِّدِ الْخَلْقِ مَاحِي الظُّلَمْ
رَسُوْلِ الْهُدَى وَالنَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ** وَتَـاجِ التُّقَى وَالْوَفَى وَالْكَرَمْ
أَفِيْقُوا فَـإِنَّ الْعَـدُوَّ اعْتَدَى ** وَأَضْـرَمَ نَـارًا وَفِي النَّارِ سَمّْ
فَأَعْطُـوْهُ مِنْ دَرْسِكُمْ حِصَّةً ** لِتَهْوِيْ بِهِ فِيْ عَمِيْـقِ النَّـدَمْ
وَحُطُّوا عَـنِ النَّفْسِ أَوْزَارَهَا ** بِـمَـالٍ وَنَفْـسٍ وَإِلاَّ فَلَـمْ
أَتَسْخَرُ مِنْ شَخْصِ النَّبِيِّ
أَتَهْـزَأُ بِـالْمُخْتَـارِ يَاسَـوَءَةَ الدَّهْـر ** وَيَـا قِمَّـةَ التَّضْلِيْلِ وَالْخُبْثِ وَالْغَـدْرِ
أَتَسْخَـرُ مِـنْ شَخْـصِ النَّبِيِّ مُحَمَّـدٍِ ** رَسُوْلٌ أَتَى بِالْحَـقِّ وَالْخَيْـرِ وَالْيُسْـرِ
رَسُـوْلٌ حَبَـاهُ اللهُ نُـوْرًا وَحِكْـمَـةً ** وَأَيَّـدَهُ بِـالنَّصْـرِ فِيْ سَاعَـةِ الْعُسْـرِ
تَحَـلَّـى بِـأَخْـلاَقِ الْكِـرَامِ وَإِنَّـهُ ** رَؤُوْفٌ رَحِيْـمٌ مَنْبَـعُ الْفَضْلِ وَالصَّبْـرِ
مَحَا ظُلُمَـةَ الطُّغْيَانِ وَالْجَهْـلِ وَالْهَوَى ** بِعَـدْلٍ وَإِحْسَـانٍ وَبِالـرِّفْقِ فِي الأَمْـرِ
وَمَـا الصَّفْـحُ إِلاَّ شِـرْعَـةٌ وَسَجِيَّـةٌ ** لَدَى الْمُصْطَفَى مِنْ دُوْنِ مَـنٍّ وَلاَ كِبْـرِ
كَرِيْـمٌ حَلِيْمٌ مَـاتَـوَانَى عَـنِ الْـوَفَى ** وَلاَ ضَـاقَ ذَرْعًـا مِنْ عَنَـاءٍ وَلاَ فَقْـرِ
عَلَـيْـهِ صَـلاَةُ اللَّـهِ ثُـمَّ سَـلاَمُـهُ ** وَأَخْزَاكَ رَبُّ الْعَرْشِ يَـا خِنْزَبَ الْعَصْـرِ
رَكِبْتَ عَلَى مَـوْجٍ مِنَ الْخِـزْيِ فَارْتَقِبْ ** دُوَيْهِيَـةً سَـوْدَاءَ غُـوْلِيَّـةَ الْقَـعْـرِ
حَيَـاتُـكَ فِـيْ ذُلٍّ وَوَقْتُـكَ جَمْـرَةٌ ** وَفِكْرُكَ لَمْ يَسْلَمْ مِـنَ الـدَّاءِ وَالضُّـرِّ
فَمَنْ رَامَ نَقْـصَ الْمُصْطَفَـى قَذَفَتْ بِـهِ ** خُطُوْبُ الرَّزَايَا فِيْ سُجُـوْنٍ مِنَ الذُّعْـرِ
وَزَجَّتْ بِـهِ الآَفَـاتُ فِـيْ كُلِّ مِحْنَـةٍ ** وَصَارَ عَلَى دَرْبٍ مِـنَ الـذُّلِّ وَالْقَهْـرِ
خَسِرْتَ وَلَمْ تَكْسَبْ سِوَى الضَّيْمِ وَالرَّدَى ** خَسِئْتَ فَأَنْتَ الشَّيْنُ وَالْمَيْنُ لَـوْ تَدْرِيْ
وَأَنْـتَ سَقِيْـمُ الْفِكْـرِ وَالْقَلْبُ مَيّـِتٌ ** وَأَنْتَ لَئِيْـمُ الطَّبْـعِ تَـرْتَـاحُ لِلْـوِزْرِ
أَتَاكُـمْ رَسُـوْلُ اللهِ بِـالنُّـوْرِ وَالْهُدَى ** وَأَنْذَرَ مَنْ يَعْصِيْـهِ بِالْوَيْـلِ فِي الْحَشْـرِ
وَعَلَّمَـكُـمْ دَرْبَ النَّـجَـاةِ مُبَيِّـنًـا ** لِمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيْلِ سَطْـرًا عَلَى سَطْـرِ
ضَلَلْتُـمْ وَحَـرَّفْتُـمْ كِتَـابَ هِـدَايَةٍ ** وَمِلْتُمْ وَأَسْـرَعْتُـمْ عِنَـادًا إِلَى الشَّـرِّ
وَآمَـنَ مِنْـكُمْ بِالنَّبِـيِّ أُولُـواالنُّهَـى ** أَولُوا الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَالْفَهْـمِ وَالْفِكْرِ
وَكَمْ شَهِـدَتْ مِنْكُـمْ رِجَـالٌ بِنُبْلِـهِ ** وَأَخْـلاَقِـهِ الْعَلْيَـاءِ عَاطِـرَةِ النَّشْـرِ
فَهَـلاَّ تَـأَمَّلْـتُـمْ بِـعَيْـنٍ بَصِيْـرَةٍ ** وَفِكْـرٍ مُنِيْـرٍ مُنْصِفٍ بَـاسِمِ الثَّـغْـرِ
وَرَاجَعْتُـمُ التَّارِيْـخَ فِيْ نَعْتِ أَحْمَـدٍ ** فَـإِنَّ رَسُـوْلَ اللهِ كَـالشَّمْسِ وَالْبَـدْرِ
مُضِيْئًــا مُنِيْـرًا هَـادِيًـا وَمُبَشِّـرًا ** هَدَانَـا بِفَضْـلِ اللهِ لِلْخَـيْـرِ وَالأَجْـرِ
وَأَنْقَذَنَـا مِنْ ظُلْمَـةِ الظُّلْـمِ وَالْهَوَى ** بِدِيْنٍ قَوِيْمٍ مَنْبَـعِ الصِّـدْقِ وَالطُّـهْـرِ
أَلَـمْ تَقْـرَإِ الْقُـرْآنَ مُعْجِـزَةَ الْـوَرَى ** أَلَمْ تَسْتَمِـعْ يَوْمًـالآيٍ مِـنَ الـذِّكْـرِ
أَلَـمْ تَتَـأَمَّـلْ فِـيْ ثَنَايَا سُـطُـوْرِهِ ** وَمَاحَمَلَتْهُ الآيُ مِـنْ سَـالِفِ الـدَّهْـرِ
فَفِيْـهِ نِـظَـامٌ شَـامِـلٌ مُتَكَـامِـلٌ ** يَفِيْ بِاحْتِيَاجِ الْخَلْقِ يَكْفِيْ مَـدَى الْعُمْرِ
وَفِيْـهِ عُلُـوْمُ الأَوَّلِـيْـنَ وَيَنْـطَـوِيْ ** عَلَى كُـلِّ آتٍ فِيْ فَـلاَةٍ وَفِـيْ بَحْـرِ
تَـلاَهُ رَسُـوْلُ اللهِ فِيْ كُـلِّ مَجْـمَـعٍ ** وَكَانَ هُـوَ الأُمِّيُّ فِيْ مَعْشَـرِ الْكُفْـرِ
فَمَاحَـادَ عَـنْ آيٍ وَلاَ كَـانَ لاَحِنًـا ** وَلَكِنَّـهُ وَحْـيٌ أَتَـى النَّاسَ بِـالْبِشْـرِ
فَصَـدَّقَـهُ قَـوْمٌ لِصِـدْقِ حَـدِيْثِـهِ ** وَعَانَـدَهُ قَـوْمٌ فَمَاتُـوا عَلَى الْخُسْـرِ
وَيَـا أُمَّـةَ الإِسْـلاَمِ أُمَّـةَ أَحْـمَـدٍ ** قِفُوا وَقْفَةَ الآسَادِ فَالْكُفْـرُ مُسْتَشْـرِيْ
أَيَسْخَرُ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالظُّلْـمِ وَالْقَـذَى ** بِسَيِّدِنَـا الْمُخْتَـارِ يَـاأُمَّـةَ الـذِّكْـرِ
أَلَـمْ تَعْلَمُـوا أنَّ احْـتِقَـارَ نَبِـيِّنَـا ** هُوَ الطَّعْنُ فِي التَّشْرِيْعِ فِي الْبَطْنِ وَالظَّهْرِ
وَأَيُّ حَيَـاةٍ وَالشَّـرِيْـعَـةُ تُـرْتَمَـى ** بِسَهْمٍ مِنَ التَّشْكِيْكِ وَالْهُـزْءِ وَالسُّخْـرِ
فَسُدُّوا عَلَى الأَعْـدَاءِ بَـابَ سَفَاهَـةٍ ** وَبُشْرَاكُمُ يَـا قَـوْمُ بِالْفَـوْزِ وَالنَّصْـرِ
وَصَلُّـوا عَلَـى طَهَ الْمُشَفَّعِ فِي الْوَرَى ** وَآلٍ وَأَصْحَـابٍ شَفَـى بَأْسُهُمْ صَـدْرِيْ
سَيِّـدُ الْمُرْسَلِيْـنَ
أَطْبَـقَ اللَّيْـلُ وَاخْتَفَـتْ أَضْـوَاءُ ** وَتَوَالَتْ عَلَى النُّفُـوْسِ الْبَـلاَءُ
وَدُمُـوْعٌ هَمَتْ كَـأَمْطَـارِ مُـزْنٍ ** وَاقْشَعَـرَّتْ بَسِيْـطَـةٌ وَسَمَاءُ
وَبِـحَـارٌ بِـمَـائِـهَـا وَجِبَـالٌ ** رَاسِيَاتٌ جَثَـى عَلَيْهَا الْوَبَـاءُ
وَسَحَـابٌ تَـمُـرُّ مَـرَّ غَضُـوْبٍ ** لَيْسَ مَـاءٌ يَـزِيْنُهَـاأَوْ هَـوَاءُ
نَعَـمٌ تَصْطَلِـيْ بِرَمْضَـاءِ قَحْـطٍ ** هِيَ عَطْشَى وَمَا هُنَـالِكَ مَـاءُ
وَانْظُـرِ الْوَرْدَ وَالزُّهُـوْرَ بِـرَوْضٍ ** مَسَّهَا الضُّرُّ وَاعْتَرَاهَـا الْحَيَـاءُ
شَـجَـرٌ مُذْبِـلٌ وَدَوْحٌ تَهَـاوَى ** وَزُرُوْعٌ مِـنَ الْوَنَـى حَدْبَـاءُ
هَا هِيَ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ اكْفَهَرَّتْ ** وَانْحَنَى الْبَدْرُ وَالْتَوَتْ جَـوْزَاءُ
كُـلُّ شِبْـرٍ عَلَى الْبَسِيْطَةِ يَشْكُـو ** مِنْ أُنَاسٍ كَمَـا يُقَـالُ غُثَـاءُ
دِيْنُهَـا يُعْـتَـدَى عَلَيْـهِ جِهَـارًا ** وَرَسُـوْلٌ يَسُـبُّـهُ السُّفَهَـاءُ
كَيْـفَ نَـرْضَى مَذَلَّـةً وَهَـوَانًـا ** كَيْفَ نَرْضَى الْخُضُوْعَ أَيْنَ الإِبَاءُ
أَيُّ نَصْـرٍ وَنَحْـنُ فِيْ بِئْـرِ لَهْـوٍ ** أَيُّ عِـزٍّ وَقَـدْ غَزَانَـا الرِّبَـاءُ
أَيُّ نَصْـرٍ وَمُنْتَـدَانَـا الْمَخَـازِيْ ** أَيُّ نَصْـرٍ وَثَـوْبُنَـا الْكِبْرِيَـاءُ
أَيُّهَـا الْمُسْلِمُـوْنَ فِيْ كُـلِّ قُطْرٍ ** أَيُّـهَـا الأَتْقِيَـاءُ وَالأَوْلِـيَـاءُ
سَـدِّدُوا السَّهْـمَ فَالْعَـدُوُّ تَمَادَى ** لاَتَـذَلُّـوافَـأَنْتُـمُ الْعَلْـيَـاءُ
أُرْشُقُـوا بِـالنِّبَـالِ كُـلَّ عُتُـلٍّ ** حَرْبُـهُ الصَّالِحُـوْنَ وَالأَنْبِيَـاءُ
وَحِّـدُوا صَفَّكُـمْ بِجِـدٍّ وَعَـزْمٍ ** وَانْصُـرُوا اللهَ أَيُّهَـا الأَوْفِيَـاءُ
قَاطِعُـواالْمُنْتَجَـاتِ صُبُّـوا عَذَابًا ** لاَ تَلِيْنُـوا وَلِلرَّسُـوْلِ أَسَـاؤُا
دَانَـمَـرْكِيُّ مَـارَسَمْـتَ لَـرُزْءٌ ** وَخُـطُـوْبٌ وَغَـارَةٌ شَعْـوَاءُ
دَانَمَـرْكِـيُّ نِلْـتَ ذُلاًّ وَخَسْفًـا ** كُلُّ عِرْضٍ لِعـِرْضِ طَه فِـدَاءُ
سَيِّـدُ الْمُرْسَلِيْـنَ خَيْـرُ الْبَـرَايَا ** قَائِـدُ الْغُـرِّ رَحْمَـةٌ وَهُـدَاءُ
صَـلِّ رَبِّيْ عَلَـى الرَّسُـوْلِ وَآلٍ ** وَصَحَابٍ مَـا غَـرَّدَتْ وَرْقَـاءُ
ذودوا عن المختار
مَدُّوا إِلَى طَـه يَـدَ الإِجْـرَامِ ** وَتَوَغَّلُـوْا فِي الظُّلْـمِ وَالآثَـامِ
وَتَكَتَّلُـوا مُسْتَهْزِئِيْـنَ بِسَيِّـدٍ ** سَادَ الْبَرِيَّةَ فَـاقَ كُـلَّ إِمَـامِ
يَا دَانَمَرْكُ قَـدِ اقْتَرَفْتَ عَظِيْمَـةً ** إِنَّ السَّفَاهَـةَ مِنْ طِبَـاعِ لِئَامِ
يَا دَانَمَرْكُ عَلَيْـكَ لَعْنَـةُ رَبِّنَـا ** وَمَـلاَئِـكِ الرَّحْـمَنِ قَبْلَ أَنَامِ
قُطِعَتْ أَصَابِـعُ رَاسِمٍ مُسْتَهْتِـرٍ ** وَتَمَزَّقَتْ إِرَبًـا يَـدُ الإِجْـرَامِ
تَبَّتْ يَدًا رَسَمَتْ لأَحْمَدَ صُـوْرَةً ** شُلَّتْ وَلَمْ تَنْعَـمْ بِلَيْلِ سَـلاَمِ
بَرٌّ رَحِيْـمٌ طَـاهِـرٌ ذُو عِـزَّةٍ ** هَلْ مِثْلُ أَحْمَدَ فِيْ رَفِيْـعِ مَقَامِ
يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ ضَـرْبًا سَاخِنًـا ** أَوْ قَاطِعُوا سِلَعًا مَدَى الأَعْـوَامِ
ذُوْدُوا عَنِ الْمُخْتَارِصَفْوَةِ هَاشِمٍ ** رُدُّوا عَلَى النَّرْوِيْجِ رَدَّ مُحَامِـيْ
فَالنَّصْـرُ آتٍ لاَ مَحَالَةَ فَابْشِرُوا ** لاَ تَيْـأَسُوا يَا أُمَّـةَ الإِسْـلاَمِ
بَابَا الْفَتِيْكَانِ منك الزُّوْرُ يَنْحَـدِرُ ** وَمِنْ لَهَاتِكَ سَالَ الغِلُّ وَالْبَطَـرُ
وَأَنْتَ غُـوْلٌ تَبَـدَّى فِيْ قَبَاحَتِـةِ ** وَأَيُّ عَقْلٍ لِجِسْمٍ رُوْحُـهُ عَكِـرُ
دَهَـاكَ جَهْلُكَ يَازِنْدِيْـقُ فَانْبَعَثَتْ ** رَوَائِـحُ الْكُـرْهِ لِلإِسْلاَمِ تَنْتَشِرُ
أَفْلَسْتَ عَقْلاً فَصَارَ الْخِزْيُ قَائِدَكُمْ ** وَمِنْ نَعِـيْـقِكَ بَانَ الْخُبْرُ وَالْخَبَرُ
رَسُوْلُنَا الْمُجْـتَبَى لِلْخَيْرِ أَرْشَدَنَا ** طَوْبَى لأَحْـمَدَ وَجْهٌ مُشْرِقٌ نَضِرُ
هُـوَ الرَّءُوفُ بَأَمْـرِ اللهِ مُؤْتَـمِرٌ ** وَمِنْ خَصَـائِصِهِ بِالرُّعْبِ مُنْتَصِرُ
هُـوَ الرَّحِيْمُ اصْطَفَاهُ اللهُ مِنْ نُطَفٍ ** مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ فَاخْسَأْ أَيُّهَا الْبَطِرُ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** وَأَنْتَ بَـابَا لَكَ الْوَيْلاتُ والضَّجَرُ
دَعَـا إِلَى اللهِ بِالإِحْسَانِ مُتَّصِـفٌ ** يَفِيْضُ بِالْحُبِّ فِيْ طَيَّـاتِهِ الظَّـفَرُ
فَلَيْسَ فِي الدِّيْنِ إِكْـرَاهٌ فَكَمْ تُلِيَتْ ** عَلَيْكَ آيٌ وَفِيْهَا النَّـصُّ مُزْدَهِـرُ
وَأَنْتَ أَعْمَـى فَلا نُوْرٌ وَلا نَظَـرٌ ** وَكَيْفَ يُـبْصِـرُ مَنْ تَرْنِيْمُهُ وَزَرُ
وَكَمْ عَفَا الْمُصْطَفَى فِيْ وَسْطِ مَعْرَكَةٍ ** عَنْ مَارِقِيْنَ وَقَدْ عَاثُوا وَقَدْ مَكَرُوا
فَقَالَ ذُوْ رَحْمَةٍ يَا قَـوْمُ فَانْطَلِقُـوا ** وَلَمْ يُصِبْهُمْ أَذًى أَوْ مَسَّهُمْ كَـدَرُ
وَانْظُـرْ لِقَوْمِكَ وَالتَّدْمِيْرُ مَنْهَجُهُمْ ** وَالْقَهْرُ وَالظُّلْمُ وَالإِذَلالُ وَالضَّرَرُ
تَدُكُّ قَـوَّتُكُمْ شَعْـبًا وَتَسْحَـقُـهُ ** وَتَـتْرُكُ النَّارَ كَالْبُرْكَانِ تَسْتَعِـرُ
فَلا الصَّغِيْرُ نَجَـا مِنْ شَرِّ سَطْوَتِكُمْ ** وَلا الْكَبِيْرُ وَلا الأَحْجَارُ وَالشَّجَرُ
أَتَلْمِزُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارَ مَنْ كَمُلَتْ ** فِيْهِ الْمَحَاسِنُ ذَاكَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
فَـدِيْنُ أَحْـمَـدَ نُـوْرُ اللهِ مُنْتَشِرٌ ** بَيْنَ الْخَـلائِقِ لا كِبْرٌ وَلا بَطَـرُ
وَلَمْ يُقَـاتِلْ سِوَى شَخْصٍ يُقَاتِلُـهُ ** وَمَا اعْتَدَى قَطُّ أَوْ زَاغَتْ لَهُ بَصَرُ
تَقُوْلُ تَعْلِيْـمُـهُ شَـرٌّ وَدَعْـوَتُـهُ ** مَنْزُوْعَـةُ الْعَقْلِ فَاسْمَعْ أَيُّهَا الأَشِرُ
مُـحَمَّـدُ الْمُجْـتَبَى رُوْحٌ مُطَـهَّرَةٌ ** مُكَلَّلٌ بِالتُّقَى أَنْفَـاسُهُ الْعَطِـرُ
أَتَى بِنُوْرِ الْهُـدَى وَالْعَـدْلُ مَنْهَجُـهُ ** وَأَنْتَ مِنْ مَنْهَجِ التَّضْلِيْلِ تَنْحَدِرُ
فَالْعَقْـلُ فِيْ دِيْنِنَا شَـرْطٌ نَدِيْنُ بِـهِِ ** فَدَعْ خِدَاعَ الْوَرَى فَالزُّوْرُ مُنْدَحِرُ
مَـاكَـلَّفَ اللهُ مَجْنُـوْنًا بِتَكْلِـفَـةٍ ** وَلا صَغِـيْرًا بَدَا فِيْ عَقْلِهِ قِصَـرُ
وَانْظُـرْ عَقِيْدَتَكَ الْعَمْيَاءَ كَيْفَ بَدَتْ ** أُضْحُـوْكَةً لِلْوَرَى آيَاتُهَا الضَّجَرُ
فَبَعْـدَ تَحْرِيْفِكُمْ لِلآيِ مِـنْ بَطَـرٍ ** أَضْحَتْ كَأُلْعُوْبَةٍ تَلْهُوْ بِهَا الْفِكَرُ
إِلَهُكُمْ أَيُّهَـا الْبَابَا كَمَـا زَعَـمَـتْ ** أَسْفَارُكُمْ وَوَعَاهَا الْجِنُّ والْبَشَرُ
أَطَـاحَ بِابْنٍ لَـهُ كَيْمَـا يُخَلِّصَكُـمْ ** مِنَ الذُّنُوْبِ فَأَيْنَ الْعَقْـلُ وَالنَّظَرُ
أَبٌ إِلَهٌ فَلَـمْ يَـسْطِـعْ يُخَلِّصُكُـمْ ** إِلا بِقَتْـلِ ابْنِهِ وَالـرَّبُّ مُقْتَـدِرُ
أَيُعْجِزُ الرَّبَّ عَفْـوٌ دُوْنَ سَفْـكِ دَمٍ ** وَكَيْفَ يُعْبَدُ مَنْ فِيْ سَطْوِهِ خَـوَرُ
وَقُلْـتَ رَبِّـيْ إِلَهُ الْخَلْـقِ مُقْتَـدِرٌ ** ثَلاثَةٌ وَاحِـدٌ هَـذَا هُـوَ الْغَـرَرُ
جَمَعْتَ فَـرْدًا وَصَارَ الْجَمْـعُ مُنْفَرِدًا ** فَالْعَقْلُ يَرْفُضُهُ وَالسَّمْعُ مُنْكَسِـرُ
وَالْجَمْـعُ مُمْتَنِعٌ وَالطَّـرْحُ مُنْهَـزِمٌ ** فَاضْرِبْ أَوِاقْسِمْ فَلَمْ يَصْدُقْ لَكُمْ أَثَرُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَارْجِعْ عَنْ ضَلالَتِكُـمْ ** فَدِيْنُنَا الْحَـقُّ أَمَّـا دِيْنُكُمْ هَـذَرُ
مُحَـمَّـدٌ سَيِّـدٌ
قِفْ عَلَى الرَّبْعِ وَانْظُرْ رَبْوَةَ الْحَرَمِ ** وَاسْكُبْ دُمُوْعَكَ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ أَلَمِ
وَنَادِ يَا رَوْعَـةَ الآثَارِ هَـلْ بَقِيَتْ ** عَلَيْكِ حُلَّةُ أَهْـلِ الْفَضْلِ وَالْكَـرَمِ
وَهَلْ يُذَكِّرُكِ التَّأْرِيْخُ شَمْسَ هُدًى ** طـهَ الْمُشَفَّعَ مَاحِيْ الظُّلْمِ وَالظُّلَمِ
فَـإِنَّ مَبْعَثَـهُ نُـوْرٌ وَمَنْـهَجَـهُ ** سِرُّ الصَّـلاحِ وَدَرْبُ الْعِزِّ وَالشَّمَمِ
وَطَائِرُ السَّعْـدِ فِيْ أَغْصَانِهِ غَـرِدٌ ** وَالْكَـوْنُ فِيْ نَشْوَةٍ مِنْ لَذَّةِ النِّعَمِ
مُحَـمَّـدٌ سَيِّـدٌ بَـرٌّ مَنَـاقِبُـهُ ** لَمْ يُحْصِهَا الْعَدُّ بَلْ لَمْ تَنْحَصِرْ بِفَمِ
هُـوَ الرَّءُوْفُ لَـهُ رُوْحٌ مُكَلَّلَـةٌ ** بِتَاجِ عِـزٍّ رَفِيْعُ الْقَـدْرِ وَالشِّيَمِ
فَهَلْ لأَحْمَـدَ فِي الأَقْوَامِ مِنْ شَبَهٍ ** فَوَصْفُهُ شَامِـخٌ كَالْمُفْـرَدِ الْعَلَمِ
لَمْ يَنْطِـقِ السُّوْءَ فَـالرَّحْمَنُ أَدَّبَهُ ** وَصَانَهُ مِنْ دَنِيءِ الْقَـوْلِ وَاللَّمَمِ
فلَمْ تَجِدْ أَحْمَـدَ الْمُخْتَارَ مُنْتَقِمًا ** وَمَا اعْتَدَى قَطُّ فِيْ حِلٍّ وَلا حَرَمِ
وَصَحْبُهُ أَنْجُمٌ زُهْرٌ وَدَرْبُ هُـدًى ** تُضِيْئُ أَفْعَـالُهُمْ تَرْقَى إِلَى الْقِمَمِ
تَدَرَّعُـوا بِسِلاحِ الدِّيْنِ فَانْتَصَـرُوا ** للهِ مِنْ سَادَةٍ فِي الْعَـدْلِ وَالْقِيَمِ
وَالْيَوْمَ تَحْقِرُهُ الأَوْبَاشُ فِيْ صُحُفٍ ** وَفِي الإِذَاعَـةِ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
لَوْلا تَفَـرُّقُنَا وَالْخُـلْفُ مُسْتَعِـرٌ ** مَا سَاءَ ذُوْ فِـرْيَةٍ أَوْ فَاهَ بِالْكَلِمِ
فَاسْتَيْقِظُـوا أُمَّتِيْ مِنْ شَرِّ هَاوِيَـةٍ ** فَمَا التَّفَـرُّقُ إِلاَّ بُـؤْرَةُ النَّـدَمِ
وَمَـا التَّفَـرُّقُ إِلاَّ كَسْرُ بَيْضَتِـنَا ** وَنَسْفُ أَخْلاقِنَا مِنْ بَعْدِ سَفْكِ دَمِ
تَمَسَّكُوْا بِعُـرَى الإِسْلامِ وَاعْتَصِمُوا ** بِاللهِ وَاحْتَكِمُـوا يَا أَشْرَفَ الأُمَمِ
أتهزأ يا غدر بالمصطفى
أَيَا زُمْـرَةَ الْكُفْـرِ جِيْلَ التُّخَمْ ** وَرَمْزَ السَّفَاهَةِ رَمْـزَ النِّقَـمْ
أَلَمْ تَهْجَعُـوا مِنْ عَدَاءِ الرَّسُوْلِ ** وَسُـوْءِ التَّعَامُلِ مُنْذُ الْقِـدَمْ
أَمَـاآنَ لِلظُّـلْـمِ أَنْ يَنْتَهِـيْ ** أَمَـا آنَ لِلشَّـرِّ أَنْ يُخْتَـرَمْ
سَخِرْتُمْ بِشَخْصِ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ** وَأَضْرَمْتُـمُ النَّارَ بَيْنَ الأُمَـمْ
أَتَهْزَأُ يَا غُـدْرُ بِـالْمُصْطَفَـى ** إِمَــامُ النَّبِيِّيْنَ طَـوْدٌ أَشَـمْ
رَسُوْلٌ عَلَـى خُلُـقٍ نَـيِّـر ** وَدِيْنٍ قَـوِيْـمٍ وَرَمْزِ الْهِمَـمْ
أَنَرْوِيْـجُ أَسَّسْتِ مَـوْقُوْتَـةً ** بَنَيْتِ مِـنَ الْجَهْلِ أَعْتَى لَغَـمْ
وَكُنْتِ عَنِ الشَّرِّ فِـيْ مَعْـزِلٍ ** لَبِسْتِ مِـنَ السُّخْرِ ثَوْبَ التُّهَمْ
وَالدَّانَـمَرْكِـيُّ شَيْنُ الْـوَرَى ** تَعَـدَّى الْحُـدُوْدَ بِرَسْمِ الْقَلَمْ
أَسَاءَ إِلَـى الْمُصْطَفَـى مُعْلِنًا ** رِضَـاهُ وَأَوْغَـلَ فِيْنَـا الأَلَمْ
وَسَــدَّدَ سَهْـمًـا إِلَى أُمَّةٍ ** تَحَلَّتْ بِنُـوْرِ الْهُـدَى وَالْقِيَمْ
ومَـوْجُ الْعُتَـاةِ أَتَى مُعْلِنًـا ** بِنَقْض الْعُهُـوْدِ وَنَكْثِ الْقَسَمْ
أَيَا أُمَّةَ الدِّيْـنِ مَـاذَا الْـوَنَى ** وَذُلُّ التَّـوَانِيْ بِنَـا قَـدْ أَلَمّْ
شَبَابٌ تَـرَبَّى عَلَـى غَفْلَـةٍ ** وَرَقْصٍ وَلَهْـوٍ وَتَرْكِ الْقِيَـمْ
تَرَبَّى عَلَـى نَغْمَةِ الْفَاتِنَـاتِ ** فَأَيْـنَ الإِبَـاءُ وَأَيْـنَ الشِّيَمْ
أَيَسْخَرُ مِنْ شَرْعِـنَا زُمْـرَةٌ ** قَـدِ اغْتَالَهَا سُوْءُ فِكْـرٍ أَصَمْ
وَأَنْتُمْ عَلَـى مَوْج بَحْرِ الْهَوَى ** فَأَيْنَ الْعُـهُـوْدُ وَأَيْنَ الذِّمَـمْ
فَتُوْبُوا فَفِي الدِّيْنِ عِـزٌّ لَكُـمْ ** وَنَصْـرٌ وَفَخْـرٌ وَفَضْلٌ وَكَمْ
أَيَـا أُمَّـةَ الدِّيْـنِ مَاذَا أَرَى ** دَيَاجِـيْرَ ظُلْـمٍ وَلَيْلاً أَطَـمّْ
أَرَى مَـوْجَةَ الشَّرِّ قَدْ آذَنَتْ ** بِحَـرْبٍ عَـلَى دِيْنِنَا الْمُحْتَرَمْ
أَرَى مَوْجَةَ الظُّلْمِ قَدْ خَيَّمَتْ ** عَلَى حَافَةِ الدِّيْنِ دِيْـنِ الْقِيَـمْ
وَنَحْنُ عَلَى جُرُفِ الْهَاوِيَاتِ ** نُغَـازِلُ بُرْكَـانَ هَـمٍّ وَغَـمّْ
أَمَا آنَ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْـجَـلِيْ ** وَمَا آنَ لِلْبَـدْرِ يَبْـدُوْ أَتَـمّْ
أَفِيْقُوا فَـإِنَّ الْعَـدُوَّ اعْتَدَى ** عَلَى سَيِّدِ الْخَلْقِ مَاحِي الظُّلَمْ
رَسُوْلِ الْهُدَى وَالنَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ** وَتَـاجِ التُّقَى وَالْوَفَى وَالْكَرَمْ
أَفِيْقُوا فَـإِنَّ الْعَـدُوَّ اعْتَدَى ** وَأَضْـرَمَ نَـارًا وَفِي النَّارِ سَمّْ
فَأَعْطُـوْهُ مِنْ دَرْسِكُمْ حِصَّةً ** لِتَهْوِيْ بِهِ فِيْ عَمِيْـقِ النَّـدَمْ
وَحُطُّوا عَـنِ النَّفْسِ أَوْزَارَهَا ** بِـمَـالٍ وَنَفْـسٍ وَإِلاَّ فَلَـمْ
أَتَسْخَرُ مِنْ شَخْصِ النَّبِيِّ
أَتَهْـزَأُ بِـالْمُخْتَـارِ يَاسَـوَءَةَ الدَّهْـر ** وَيَـا قِمَّـةَ التَّضْلِيْلِ وَالْخُبْثِ وَالْغَـدْرِ
أَتَسْخَـرُ مِـنْ شَخْـصِ النَّبِيِّ مُحَمَّـدٍِ ** رَسُوْلٌ أَتَى بِالْحَـقِّ وَالْخَيْـرِ وَالْيُسْـرِ
رَسُـوْلٌ حَبَـاهُ اللهُ نُـوْرًا وَحِكْـمَـةً ** وَأَيَّـدَهُ بِـالنَّصْـرِ فِيْ سَاعَـةِ الْعُسْـرِ
تَحَـلَّـى بِـأَخْـلاَقِ الْكِـرَامِ وَإِنَّـهُ ** رَؤُوْفٌ رَحِيْـمٌ مَنْبَـعُ الْفَضْلِ وَالصَّبْـرِ
مَحَا ظُلُمَـةَ الطُّغْيَانِ وَالْجَهْـلِ وَالْهَوَى ** بِعَـدْلٍ وَإِحْسَـانٍ وَبِالـرِّفْقِ فِي الأَمْـرِ
وَمَـا الصَّفْـحُ إِلاَّ شِـرْعَـةٌ وَسَجِيَّـةٌ ** لَدَى الْمُصْطَفَى مِنْ دُوْنِ مَـنٍّ وَلاَ كِبْـرِ
كَرِيْـمٌ حَلِيْمٌ مَـاتَـوَانَى عَـنِ الْـوَفَى ** وَلاَ ضَـاقَ ذَرْعًـا مِنْ عَنَـاءٍ وَلاَ فَقْـرِ
عَلَـيْـهِ صَـلاَةُ اللَّـهِ ثُـمَّ سَـلاَمُـهُ ** وَأَخْزَاكَ رَبُّ الْعَرْشِ يَـا خِنْزَبَ الْعَصْـرِ
رَكِبْتَ عَلَى مَـوْجٍ مِنَ الْخِـزْيِ فَارْتَقِبْ ** دُوَيْهِيَـةً سَـوْدَاءَ غُـوْلِيَّـةَ الْقَـعْـرِ
حَيَـاتُـكَ فِـيْ ذُلٍّ وَوَقْتُـكَ جَمْـرَةٌ ** وَفِكْرُكَ لَمْ يَسْلَمْ مِـنَ الـدَّاءِ وَالضُّـرِّ
فَمَنْ رَامَ نَقْـصَ الْمُصْطَفَـى قَذَفَتْ بِـهِ ** خُطُوْبُ الرَّزَايَا فِيْ سُجُـوْنٍ مِنَ الذُّعْـرِ
وَزَجَّتْ بِـهِ الآَفَـاتُ فِـيْ كُلِّ مِحْنَـةٍ ** وَصَارَ عَلَى دَرْبٍ مِـنَ الـذُّلِّ وَالْقَهْـرِ
خَسِرْتَ وَلَمْ تَكْسَبْ سِوَى الضَّيْمِ وَالرَّدَى ** خَسِئْتَ فَأَنْتَ الشَّيْنُ وَالْمَيْنُ لَـوْ تَدْرِيْ
وَأَنْـتَ سَقِيْـمُ الْفِكْـرِ وَالْقَلْبُ مَيّـِتٌ ** وَأَنْتَ لَئِيْـمُ الطَّبْـعِ تَـرْتَـاحُ لِلْـوِزْرِ
أَتَاكُـمْ رَسُـوْلُ اللهِ بِـالنُّـوْرِ وَالْهُدَى ** وَأَنْذَرَ مَنْ يَعْصِيْـهِ بِالْوَيْـلِ فِي الْحَشْـرِ
وَعَلَّمَـكُـمْ دَرْبَ النَّـجَـاةِ مُبَيِّـنًـا ** لِمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيْلِ سَطْـرًا عَلَى سَطْـرِ
ضَلَلْتُـمْ وَحَـرَّفْتُـمْ كِتَـابَ هِـدَايَةٍ ** وَمِلْتُمْ وَأَسْـرَعْتُـمْ عِنَـادًا إِلَى الشَّـرِّ
وَآمَـنَ مِنْـكُمْ بِالنَّبِـيِّ أُولُـواالنُّهَـى ** أَولُوا الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَالْفَهْـمِ وَالْفِكْرِ
وَكَمْ شَهِـدَتْ مِنْكُـمْ رِجَـالٌ بِنُبْلِـهِ ** وَأَخْـلاَقِـهِ الْعَلْيَـاءِ عَاطِـرَةِ النَّشْـرِ
فَهَـلاَّ تَـأَمَّلْـتُـمْ بِـعَيْـنٍ بَصِيْـرَةٍ ** وَفِكْـرٍ مُنِيْـرٍ مُنْصِفٍ بَـاسِمِ الثَّـغْـرِ
وَرَاجَعْتُـمُ التَّارِيْـخَ فِيْ نَعْتِ أَحْمَـدٍ ** فَـإِنَّ رَسُـوْلَ اللهِ كَـالشَّمْسِ وَالْبَـدْرِ
مُضِيْئًــا مُنِيْـرًا هَـادِيًـا وَمُبَشِّـرًا ** هَدَانَـا بِفَضْـلِ اللهِ لِلْخَـيْـرِ وَالأَجْـرِ
وَأَنْقَذَنَـا مِنْ ظُلْمَـةِ الظُّلْـمِ وَالْهَوَى ** بِدِيْنٍ قَوِيْمٍ مَنْبَـعِ الصِّـدْقِ وَالطُّـهْـرِ
أَلَـمْ تَقْـرَإِ الْقُـرْآنَ مُعْجِـزَةَ الْـوَرَى ** أَلَمْ تَسْتَمِـعْ يَوْمًـالآيٍ مِـنَ الـذِّكْـرِ
أَلَـمْ تَتَـأَمَّـلْ فِـيْ ثَنَايَا سُـطُـوْرِهِ ** وَمَاحَمَلَتْهُ الآيُ مِـنْ سَـالِفِ الـدَّهْـرِ
فَفِيْـهِ نِـظَـامٌ شَـامِـلٌ مُتَكَـامِـلٌ ** يَفِيْ بِاحْتِيَاجِ الْخَلْقِ يَكْفِيْ مَـدَى الْعُمْرِ
وَفِيْـهِ عُلُـوْمُ الأَوَّلِـيْـنَ وَيَنْـطَـوِيْ ** عَلَى كُـلِّ آتٍ فِيْ فَـلاَةٍ وَفِـيْ بَحْـرِ
تَـلاَهُ رَسُـوْلُ اللهِ فِيْ كُـلِّ مَجْـمَـعٍ ** وَكَانَ هُـوَ الأُمِّيُّ فِيْ مَعْشَـرِ الْكُفْـرِ
فَمَاحَـادَ عَـنْ آيٍ وَلاَ كَـانَ لاَحِنًـا ** وَلَكِنَّـهُ وَحْـيٌ أَتَـى النَّاسَ بِـالْبِشْـرِ
فَصَـدَّقَـهُ قَـوْمٌ لِصِـدْقِ حَـدِيْثِـهِ ** وَعَانَـدَهُ قَـوْمٌ فَمَاتُـوا عَلَى الْخُسْـرِ
وَيَـا أُمَّـةَ الإِسْـلاَمِ أُمَّـةَ أَحْـمَـدٍ ** قِفُوا وَقْفَةَ الآسَادِ فَالْكُفْـرُ مُسْتَشْـرِيْ
أَيَسْخَرُ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالظُّلْـمِ وَالْقَـذَى ** بِسَيِّدِنَـا الْمُخْتَـارِ يَـاأُمَّـةَ الـذِّكْـرِ
أَلَـمْ تَعْلَمُـوا أنَّ احْـتِقَـارَ نَبِـيِّنَـا ** هُوَ الطَّعْنُ فِي التَّشْرِيْعِ فِي الْبَطْنِ وَالظَّهْرِ
وَأَيُّ حَيَـاةٍ وَالشَّـرِيْـعَـةُ تُـرْتَمَـى ** بِسَهْمٍ مِنَ التَّشْكِيْكِ وَالْهُـزْءِ وَالسُّخْـرِ
فَسُدُّوا عَلَى الأَعْـدَاءِ بَـابَ سَفَاهَـةٍ ** وَبُشْرَاكُمُ يَـا قَـوْمُ بِالْفَـوْزِ وَالنَّصْـرِ
وَصَلُّـوا عَلَـى طَهَ الْمُشَفَّعِ فِي الْوَرَى ** وَآلٍ وَأَصْحَـابٍ شَفَـى بَأْسُهُمْ صَـدْرِيْ
سَيِّـدُ الْمُرْسَلِيْـنَ
أَطْبَـقَ اللَّيْـلُ وَاخْتَفَـتْ أَضْـوَاءُ ** وَتَوَالَتْ عَلَى النُّفُـوْسِ الْبَـلاَءُ
وَدُمُـوْعٌ هَمَتْ كَـأَمْطَـارِ مُـزْنٍ ** وَاقْشَعَـرَّتْ بَسِيْـطَـةٌ وَسَمَاءُ
وَبِـحَـارٌ بِـمَـائِـهَـا وَجِبَـالٌ ** رَاسِيَاتٌ جَثَـى عَلَيْهَا الْوَبَـاءُ
وَسَحَـابٌ تَـمُـرُّ مَـرَّ غَضُـوْبٍ ** لَيْسَ مَـاءٌ يَـزِيْنُهَـاأَوْ هَـوَاءُ
نَعَـمٌ تَصْطَلِـيْ بِرَمْضَـاءِ قَحْـطٍ ** هِيَ عَطْشَى وَمَا هُنَـالِكَ مَـاءُ
وَانْظُـرِ الْوَرْدَ وَالزُّهُـوْرَ بِـرَوْضٍ ** مَسَّهَا الضُّرُّ وَاعْتَرَاهَـا الْحَيَـاءُ
شَـجَـرٌ مُذْبِـلٌ وَدَوْحٌ تَهَـاوَى ** وَزُرُوْعٌ مِـنَ الْوَنَـى حَدْبَـاءُ
هَا هِيَ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ اكْفَهَرَّتْ ** وَانْحَنَى الْبَدْرُ وَالْتَوَتْ جَـوْزَاءُ
كُـلُّ شِبْـرٍ عَلَى الْبَسِيْطَةِ يَشْكُـو ** مِنْ أُنَاسٍ كَمَـا يُقَـالُ غُثَـاءُ
دِيْنُهَـا يُعْـتَـدَى عَلَيْـهِ جِهَـارًا ** وَرَسُـوْلٌ يَسُـبُّـهُ السُّفَهَـاءُ
كَيْـفَ نَـرْضَى مَذَلَّـةً وَهَـوَانًـا ** كَيْفَ نَرْضَى الْخُضُوْعَ أَيْنَ الإِبَاءُ
أَيُّ نَصْـرٍ وَنَحْـنُ فِيْ بِئْـرِ لَهْـوٍ ** أَيُّ عِـزٍّ وَقَـدْ غَزَانَـا الرِّبَـاءُ
أَيُّ نَصْـرٍ وَمُنْتَـدَانَـا الْمَخَـازِيْ ** أَيُّ نَصْـرٍ وَثَـوْبُنَـا الْكِبْرِيَـاءُ
أَيُّهَـا الْمُسْلِمُـوْنَ فِيْ كُـلِّ قُطْرٍ ** أَيُّـهَـا الأَتْقِيَـاءُ وَالأَوْلِـيَـاءُ
سَـدِّدُوا السَّهْـمَ فَالْعَـدُوُّ تَمَادَى ** لاَتَـذَلُّـوافَـأَنْتُـمُ الْعَلْـيَـاءُ
أُرْشُقُـوا بِـالنِّبَـالِ كُـلَّ عُتُـلٍّ ** حَرْبُـهُ الصَّالِحُـوْنَ وَالأَنْبِيَـاءُ
وَحِّـدُوا صَفَّكُـمْ بِجِـدٍّ وَعَـزْمٍ ** وَانْصُـرُوا اللهَ أَيُّهَـا الأَوْفِيَـاءُ
قَاطِعُـواالْمُنْتَجَـاتِ صُبُّـوا عَذَابًا ** لاَ تَلِيْنُـوا وَلِلرَّسُـوْلِ أَسَـاؤُا
دَانَـمَـرْكِيُّ مَـارَسَمْـتَ لَـرُزْءٌ ** وَخُـطُـوْبٌ وَغَـارَةٌ شَعْـوَاءُ
دَانَمَـرْكِـيُّ نِلْـتَ ذُلاًّ وَخَسْفًـا ** كُلُّ عِرْضٍ لِعـِرْضِ طَه فِـدَاءُ
سَيِّـدُ الْمُرْسَلِيْـنَ خَيْـرُ الْبَـرَايَا ** قَائِـدُ الْغُـرِّ رَحْمَـةٌ وَهُـدَاءُ
صَـلِّ رَبِّيْ عَلَـى الرَّسُـوْلِ وَآلٍ ** وَصَحَابٍ مَـا غَـرَّدَتْ وَرْقَـاءُ
ذودوا عن المختار
مَدُّوا إِلَى طَـه يَـدَ الإِجْـرَامِ ** وَتَوَغَّلُـوْا فِي الظُّلْـمِ وَالآثَـامِ
وَتَكَتَّلُـوا مُسْتَهْزِئِيْـنَ بِسَيِّـدٍ ** سَادَ الْبَرِيَّةَ فَـاقَ كُـلَّ إِمَـامِ
يَا دَانَمَرْكُ قَـدِ اقْتَرَفْتَ عَظِيْمَـةً ** إِنَّ السَّفَاهَـةَ مِنْ طِبَـاعِ لِئَامِ
يَا دَانَمَرْكُ عَلَيْـكَ لَعْنَـةُ رَبِّنَـا ** وَمَـلاَئِـكِ الرَّحْـمَنِ قَبْلَ أَنَامِ
قُطِعَتْ أَصَابِـعُ رَاسِمٍ مُسْتَهْتِـرٍ ** وَتَمَزَّقَتْ إِرَبًـا يَـدُ الإِجْـرَامِ
تَبَّتْ يَدًا رَسَمَتْ لأَحْمَدَ صُـوْرَةً ** شُلَّتْ وَلَمْ تَنْعَـمْ بِلَيْلِ سَـلاَمِ
بَرٌّ رَحِيْـمٌ طَـاهِـرٌ ذُو عِـزَّةٍ ** هَلْ مِثْلُ أَحْمَدَ فِيْ رَفِيْـعِ مَقَامِ
يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ ضَـرْبًا سَاخِنًـا ** أَوْ قَاطِعُوا سِلَعًا مَدَى الأَعْـوَامِ
ذُوْدُوا عَنِ الْمُخْتَارِصَفْوَةِ هَاشِمٍ ** رُدُّوا عَلَى النَّرْوِيْجِ رَدَّ مُحَامِـيْ
فَالنَّصْـرُ آتٍ لاَ مَحَالَةَ فَابْشِرُوا ** لاَ تَيْـأَسُوا يَا أُمَّـةَ الإِسْـلاَمِ